والدي رحمه الله لم يحضر حفل تخرجي، لم يحضر نهائي بطولة ليبيا لرياضة الجودو، لم يحضر عقد قراني، كما كان يشارك الآباء إنتصارات أبنائهم، كان ينتظر أن يُبلغه أحدهم بنتيجة أبنه، كنت أتخبط في داخلي وأحياناً أكاد أن أتهاوى عندما لا أراه في المدرجات، لم يشاركني نجاحاتي، كان يدعمني من هناك حيث لا أراه، كنت أعود إليه لأخبره بنفسي، كان يبدي ابتسامته الخفيه ويتركني بلا تعليق في الغالب، حتى عُدت لا أبالي فهنالك من سيخبره، كانت تصلني كلماته عني من الآخرين: والدك فخور بك.
كان يرسل لي رسالة قاسية مفادها :
“إن وقفت معك وأنا على قيد الحياة، لن تستطيع أن تقاوم الحياة بعد رحيلي .. كن رجُلاً وأعتمد على نفسك”.
